أسبوعيات رحلة الصمود (1)

الزمان أنفو _ لا أود الإطالة، ببعض التفاصيل التي مرت بها رحلتنا في الأسابيع التحضيرية، فهي مملة، ومليئة بالعوائق والأحزان التي ليس أقلها إقصاء ثمانية أشخاص من وفدنا، نحسب أن عزاءهم كان في قول الله تعالى: “ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدعم حزنا ألا يجدوا ما ينفقون” ، وهي أحداث ربما أجد لها فرصة أخرى؛ كما أنني لن أتحدث حديثا أدبيا عن الخواطر والأحاسيس وَالطرف والأمور التي تخللت رحلتنا؛ فربما أجد لها سياقا أرحب، هي الأخرى، حسبي هنا أن أكتفي بعرض تسلسل الأحداث منذ الانطلاقة الفعلية لرحلة الصمود:

اليوم الأول – الجمعة (19/09/2025) :
انطلقنا في حدود الرابعة بعد الظهر واصلنا ليلا، حتى أصبحنا في ميناء اقليبية التونسي، حيث أجرينا إصلاحا مهما للشراع، قام به الأندلسي الشياع الذي يرافقنا، حيث ربطناه في الحبال ورفعناه إلى قمة الشراع، فقام بتركيب الحبل المطلوب، في رشاقة أدهشتنا، لولا أنه أخبرنا لا حقا أنه صعد قمما أعلا في إطار تطوعه لفرق الإنقاذ، وأرانا صورا تشهد على ذلك.

اليوم الثاني – السبت:
انطلقنا صباحا من ميناء اقليبية، و وصلنا قبيل المغرب إلى ميناء جزيرة بانتالاريا الإيطالية، حيث بتنا ليلتنا، حاولنا الإبحار في منتصف الليل غير أن شدة الريخ والموج اضطرتنا للعودة للجزيرة.

اليوم الثالث – الأحد:
انطلقنا صباحا من ميناء جزيرة بانتالاريا الإيطالية، و وصلنا صباح الإثنين إلى ميناء لاكاتا بجزيرة سيسيليا، “صقلية” (24 ساعة من الإبحار)، حاولنا التزود بالوقود دون جدوى في كلا المحطتين الأخيرتين.

اليوم الرابع – الإثنين:
انطلقنا صباحا من ميناء لاكاتا باتجاه ميناء بورتو دي بازالو في صقلية حيث توجد عدة سفن تحت الصيانة، وقد وصلناه في حدود منتصف الليل، وبتنا به ليلتنا.

اليوم الخامس – الثلاثاء
أصبحنا في ميناء بورتو دي بازالو بصقلية، الذي ترسو به سفينتا: موال وتيكو، والأخيرة تضم شخصيتين من الوفد الموريتاني: المناضل الشيخ ولد محمد، والمهندس المصطفى المختار؛ أجرينا محاولة لتغيير زيت المحرك لم تكتمل بسبب كثرة مشاغل الميكانيكي، ثم انطلقنا مساء إلى ميناء بورتو بالو، حيث ترسو عدة للأسول المغاربي، وهي المحطة التي يتم الإبحار منها مباشرة في العادة نحو غزة، في رحلة قد تستغرق 10 أيام، شريطة مرافقة سفينة الدعم اللوجستي (التزوير بالوقود).

اليوم السادس – الأربعاء
وصلنا ميناء بورت بالو الثانية صباحا، والتقينا ضحى بالبروفسور محمد باب سعيد، الذي يرابط فيه للإبحار في سفينة الشهيد فارس خالد، وحاولنا مع المنظمين السماح لنا بمرافقة أربعة سفن حصلت على الموافقة بالمواصلة، لكنهم أجابوا بأنهم قرروا مؤخرا استبعاد السفن الشراعية لبعد المسافة مع مقدمة الأسطول، حاولنا مرة أخرى إقناعهم بأن سفينتا وإن كانت شراعية إلا أن لها محركا، وقد جمعنا بين المحرك والشراع طيلة المسافة السابقة، وإلا أنهم رفضوا أصروا على الرفض، معتبرين أن كل السفن الشراعية ممنوعة حاليا، والغريب أنهم منعوا حتى بعض السفن غير الشراعية دون مبررات مقنعة سوى الخوف عليها من شدة الأمواج في الأعماق.

اليوم السابع – الخميس
تأخرت السفن الأربع التي كان من المقرر إبحارها بالأمس، إلى مساء هذا اليوم، حيث غادت وعلى متنها مقعد جديد للوفد الموريتاني استطعنا انتزاعه بصعوبة من المنظمين الذين اشترطوا أن يكون طبيبا، وهكذا شارك في الإبحار من الوفد الموريتاني على سفينة “الشهيد فارس خالد” مساء اليوم كل من د محمد باب سعيد (كان من ضمن ركابها أصلا) و الدكتور الطبيب أحمد الهيبة مامينه.
أما سفن: قيصر، ويامن، وعلاء الدين، وقمر فقد استبعدت من طرف منظمي الأسطول العالمي ، ولا تزال الأخيرة تحاول مع أسطول إيطالي جديد للسفن الشراعية من المقرر أن ينطلق الإثنين القادم إلى غ ز ة إن شاء الله تعالى.

وهكذا يستمر الرباط، وتستمر رحلة كسر الحصار.

د/ محمد أنس ولد محمد فال
الصورة أثناء مناوبة عن القبطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى