تفاصيل جديدة عن أسباب وفاة عبد الله ولد سيد الشيخ

محمد بون

الزمان أنفو (نواكشوط): تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية أنباء متضاربة حول وفاة الموظف بوزارة الإسكان والعمران، عبد الله ولد الشيخ سيدي، الذي وُجد مشنوقًا داخل منزله في حي تفرغ زينه يوم السبت 1 نوفمبر 2025.

وتؤكد المعطيات الموثوقة، التي حصلت عليها الزمان أنفو من مصادر نقلت عن مقربين من الراحل، أن عبد الله كان يعيش في كنف سيدة بارزة تقلبت في مناصب انتخابية زمنا طويلا منذ مطلع الألفينيات، حيث اعتبرته الأسرة أحد أبنائها، وعاش بينهم لأكثر من عشرين سنة، في علاقة اتسمت بالثقة والمودة.

ويتفق كل من عرف الراحل على تميزه بخلق رفيع وتلهج الألسنة  بوفائه وإخلاصه في العمل، حيث رافق تلك السيدة الشهيرة في مسيرتها السياسية منذ بداياتها، وظل ملازمًا لها في مختلف المحطات. وكان لها الفضل في توظيفه بوزارة الإسكان، حيث عمل بإخلاص وتفانٍ حتى تولى مهمة مرافقة الوزير سيدي أحمد ولد أحمد، مكلفًا بتنظيم المواعيد واستقبال الزوار.

ومع تغيير الوزراء وتبدل الظروف، كلّف عبد الله بتسيير بيع قطع أرضية مملوكة لشخصية معروفة في تفرغ زينه، حصلت عليها خلال فترة تولي سياسي من جهتها لمنصب الوالي. وقد تمت عمليات البيع بطريقة قانونية وموثقة رسميًا، دون أي شبهة.

غير أن الأمور تعقدت بعد تولي الوزير المختار ولد بوسيف حقيبة الإسكان، حين أصدر مرسومًا يقضي بإلغاء عدد من تراخيص المنح المؤقتة، من ضمنها مخطط القطع التي كان عبد الله يتولى بيعها. وأدى ذلك إلى مصادرة الأراضي وهدم بعض المباني، فانهالت عليه المطالبات من المشترين، رغم أن مسؤوليته كانت إدارية لا مالية.

هذا الضغط النفسي الكبير تسبب له في أزمة حادة تطورت إلى جلطة دماغية وشلل نصفي، نُقل على إثرها إلى المغرب للعلاج، حيث تحسنت حالته الجسدية، لكن حالته النفسية تدهورت لاحقًا، وأصبح يعاني من اضطرابات وشعور دائم بالملاحقة والتهديد.

ومع تزايد التوتر، انتقل إلى حي عين الطلح، لكنه ظل يزور منزله القديم بانتظام. وفي صباح السبت 1 نوفمبر، توجه كعادته إلى هناك، وأعد الشاي بنفسه بعد أن طلب من الحارس تركه وحيدًا. ومع حلول المساء، عُثر عليه مشنوقًا داخل المنزل، وبجواره علب أدوية ومسكنات.

وأكدت التحقيقات الأولية للطبيب الشرعي والنيابة العامة أن الوفاة ناتجة عن انتحار بسبب اضطراب نفسي حاد، وأنه لم يتعرض لأي اعتداء خارجي. وقد أظهرت كاميرات المراقبة دخوله المنزل بمفرده قبل الحادث.

رحم الله عبد الله ولد سيدي الشيخ ، الموظف الخلوق والإداري المعروف بدماثة أخلاقه وحسن سيرته، وألهم ذويه الصبر والسلوان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى