حتى لا تختلط عليك المفاهيم يا مكفولة !!!(تعقيب على مطالب يسارية مثيرة للجدل)

بثت قناة الوطنية أخيرا برنامجا حول قضايا المرأة ، استضافت فيه “الحقوقية” مكفولة بنت ابراهيم وقد حاولت مكفولة هذه أثناء البرنامج أن تدافع عن أشياء يبدو أنها لا تمتلك هي نفسها رصيدا معرفيا كافيا يمكنها من إقناع المتلقي بها …فجاءت مطالبها محيرة متناقضة …

لا يمكن لأي إنسان يعيش في هذا القرن أن يطرحها ….أول هذه المطالب أن تمنح المرأة حرية الجسد !!!! فماذا تعني ” الحقوقية ” بذلك ؟ ألا تعرف أنه في آمريكا وأوربا وفي كل بلدان العالم بدأت الأصوات ترتفع يوما بعد يوم تطالب بإعادة الاعتبار لجسد المرأة وعدم تشييئه واستخدامه في الترويج لأتفه السلع التجارية ؟ ألا تعرف أن حرية الجسد التي منح الغرب للمرأة في العقود الماضية حتي أصبحت تتزوج بصديقتها ، أصبحت اليوم محاربة من طرف أكثر الجمعيات المدنية رقيا وتحضرا ومن طرف الكنائس ورجال الدين ؟ ثم تقول ” الحقوقية” مكفولة ، أن الأسرة ينبغي أن تكون “شركة” يحكمها القانون …ولا تعرف أن أول دولة عربية قدمت هذا المطلب هي تونس في تسعينيات القرن الماضي …وقد أكدت لي صحفية تونسية من دعاة تحرر المرأة أن أكبر خطإ في حق المرأة التونسية هو “مدونة الأسرة ” لأنها جعلت – كما تقول – العلاقة التي تحكمني مع زوجي مثل علاقتي بصاحب الدكان المجاور ، وتضيف إنها تختلف عن تلك العلاقة الجميلة التي يطبعها الحب والحنان والرحمة والتضحية …التي أعرفها بين أمي وأبي وجدي وجدتي (الله يلعن مدونة الأسرة تضيف التونسية المتحررة في حسرة ) أما قول مكفولة بأن العصمة ينبغي أن تكون في يد المرأة أيضا فهو لعمري أمر يضحك …فقد شككتني هذه المطالبة في أنوثتها ! فأي امرأة صادقة مع نفسها وتدرك خصوصيتها كامرأة ، تعرف أن العصمة لوكانت بأيدينا نحن النساء لطلقنا الرجل في اليوم مائة مرة ! ولا نهارت الاسرة لأتفه الأسباب ….فتلك ورب الكعبة حكمة من الإسلام نعترف نحن النساء بفضلها علينا وأهميتها لبقاء أسرنا … الغرب اليوم يا “حقوقية” يغار من نظام الأسرة المسلمة المنظم …والذي يشرف فيه الرجل على إدارة الأسرة بشكل يراعي المصلحة العامة …ويهدف لبقاء الأسرة واستمراريتها حيث يتربي الأطفال علي القيم والأخلاق والاحترام فيرفقون .بوالديهم عند الكبر ولا يرموهم في دار المسنين !! أما عن قضية الميراث فيبدو أنك تجهلينها جهلا مطلقا فتحتاجين فيها لدروس عديدة أولها أن تعرفي أنه في حالات عديدة تكون فيها المرأة أكثرنصيبا من الرجل ، وأن الاسلام راعى في قسمة التركة اقتصاد الأسرة بشكل عام… ومسؤولية النفقة وكانت نظرته شاملة وعادلة في كل ذلك.

فقبل المطالبة بحقوقنا يا مكفولة عليك أن تعرفي ماذا ينقصنا!

بنت شنقيط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى