جدل حول طريقة تناول قناة MBC لنظرة الموريتانيين للجمال

أثارت الحلقة الثالثة من برنامج خواطر 10 على قناة MBC  جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تناولت موضوع هوس الجمال، واخذ  أحمد الشقيري كعادته نماذج متعددة من شعوب حول العالم، من بينها بلاد متقدمة علميا وتكنلوجيا  مثل أمريكا واليابان، ترى الجمال بمنظورها الخاص، إلا أن تناوله لرؤية الموريتانيين للجمال لم ترق للبعض، في حين أقر آخرون بوجود ظاهرة لبلوح حتى اليوم.

أزيار…

تقول المدونة وفاء….عندما عرض المبدع الشيقري في حلقة هوس الجمال مناظر غريبة عن واقع كان ولازال في مجتمعنا ألا وهو السمنة، فالمرأة في موريتانيا كلما كانت سمينة كلما كانت جميلة، كما يقول المثل الحساني ” المرأة إلين ترق في خلالها ترق في رجالها”. تذكرت ذات يوم ذهبت إلي الصيدلي و حدثته قائلة أريد دواء فاتح للشهية .. ، فقال مسكن للشهية ؟  فقلت له عفوا قلت لك فاتح للشهية أولا، وثاني،ا دعني من اللغة الأنكليزية وحدثني باللغة العربية لو سمحت. نظر إلي وعيناه تقطر غضبا، قائلا هل أنت مجنونة أو متخلفة، تملكين وزنا مثاليا للغاية أولا، و ثانيا، كيف لك أن تأتين إلي دكتور وتقولين بأنك تريدين داء السكر و الكلسترول ، الخمول الكسل … ، وبعد جدال طويل حاولت ان اشرح له ان معايير الجمال في بلادي تنص على هذا، قلت له يعني بأنك لن تمنحني دواءا فاتح للشهية، فقال خذي هذه فيتامينات ستفيدك و أخرجي لو سمحتي الأن من هنا.

وبطبيعة الحال هذا الموقف حدث معي في بلاد أخرى، الغريب أنه في الصيدليات بموريتانيا تعتبر هذه الأدوية مصدرا للرزق.

المدون مصطفى ولد البو انتقد طريقة تناول البرنامج للموضوع، موضحا  بأن الطريقة التي تحدث بها أحمد الشقيري عن ” لبلوح ” في موريتانيا فيها الكثير من السخرية و التعالي و التهكم …ربما يعود السبب –يقول ولد البو- لفريق إعداده الذي زوده بمعلومات مبالغ فيها جعلته يقدم الأمر بالطريقة التي قدمه بها.

مضيفا بأن الظاهرة اختفت تقريبا، وعلى الشقيري زيارة موريتانيا، و إن تحدثنا عن مجتمعك-يقصد السعودية- سنجد أن الرجال عندكم يعانون من تسمين ذاتي كما أن معرفة الغير لاسم أمك يعتبر مصيبة عندكم ..هي عادات و تقاليد تختلف من بلد إلى آخر و إن كان لابد من الحديث عنها فلنتحدث بأدب.

هوس الرشاقة

في البرازيل تعرضت احدى عارضات الازياء للموت وزنها _40 كلغ نتيجة مضاعفات لجوئها الي التجويع الذاتي والاصابة باضطرابات الأكل العصبية، والنفسية، لتحقيق المواصفات المطلوبة، التي أدت لهوس الرشاقة.

نماذج متعددة من هوس الجمال حول العالم

alt الشقيري استعرض خلال حلقة برنامج خواطر منظور بعض الشعوب للجمال، قائلا بأن أحدى قبائل بورما يعرفون بهوس الرقبة حيث أنه كلما طالت رقبة المرأة فذلك يدل على جمالها، لذللك يلبسونها حلقات من النحاس منذ الصغر وتبدات الحلقات بخمسة في سن خمسة سنوات وتتواصل حتى تصل ل12 حلقة نحاسة.

وفي اليابان كانت العائلات الغنية تضع رجل الفتاة في إناء حتى لا تكبر رجلها لأن من علامات الجمال عندهم صغر القدم، ويتسبب الامر في تشوه لأقدام الفتيات.

كما تطرق للفوتوشوب ونظرة الإسلام الذي ينظر للأمر باعتدال لا إهمال، ولا هوس، قائلا بأن الأشكال التي تعرضها مجلات الموضة، وموديلات الإعلانات هي أمور غير طبيعية، لذلك يجب عدم مقارنتها بالواقع.

كما استعرض قصة “التروس توير” وهي قصة تتحدث عن رجل وسيم تزوج فتاة وسيمة فانجبا أبناء يميل شكلهم للقبح فقاضاها لدى المحاكم معتقدا بأنها خانته، إلا أنها اضطرت أن تريه صورتها قبل عمليات التجميل لتبرئة نفسها، لكنه أصر على مقاضاتها كذلك على خداعه.

وأوضح مقدم البرنامج بأن 40 بليون دولار يتم صرفها على عمليات التجميل في العالم، وفي إحدى البلاد يقول أحمد الشقيري يتعلق هوس الجمال عندهم بسمنة المرأة “يقصد موريتانيا”، لذلك يقومون بغصب الأكل على البنات، قائلا بأن الفتاة تشرب خمسة إلى أربعة لترات من الحليب يوميا، وتتقيئ الحليب، وتضع خشبات على أصابع الفتاة بهدف جعلها تشرب اكثر، يقصد بذلك “لبلوح”، وهي ظاهرة انتهت تقريبا، اللافت أن الشقيري لم يذكر موريتانيا بالإسم، لكنه عرض مشاهد واقعية تظهر عملية “لبلوح”، حيث يتم إرغام طفلة على شرب قدح من الحليب، وجعلها تتقيئ، مستغربا أن يفعل كل ذلك من أجل متعة رجال يرون بأن المرأة السمينة هي الجميلة.alt

ويرى بعض المدونيين في تعليقه على الحلقة بأن الامر له جوانب ثقافية كذلك تتعلق بأن الفتاة النحيلة تدلalt في المجتمع الموريتاني على إهمال وفقر اسرتها، في حيث أن الفتاة المكتنزة تدل على بذخ عائلتها ومكانتها حسب اعتقاد فئات عريضة من المجتمع، لذلك على من يطلب يدها أن يعلم بأنها كانت في بيت عز قام بتسمينها، وهي على أية حال مفاهيم تتلاشى في المجتمع الموريتاني،  أثناء الحلقة عرج مقدم برنامج خواطر على امريكا قائلا بأن هناك مسابقات تجرى لملكات جمال من صفر إلى سنتين!!!!

تقرير : المامي ولد جدو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى