نواكشوط :مواد منتهية الصلاحية تباع على قارعة الطريق

altتحقيق ـ الزمان ـ : أفاد مراسل “الزمان” أن هناك أماكن في العاصمة نواكشوط تبيع ألبانا منتهية الصلاحية، أو فاسدة .وقد وقف مراسلنا على نقطة بيع يشرف عليها شبان ب”وقفة توجنين” واشترى منها علبة من حليب”mleko ” وفتحها ليكتشف أنها فاسدة رغم أنها تاريخ الصلاحيها عليها يشير الى أنه ينتهي شهر دجمبر القادم.

 

وحسب معلومات “الزمان” التي استقصت بعد هذه الحادثة فإن هناك نقاط عدة لبيع مواد فاسدة أو منتهية الصلاحية، من بينها النقطة المشار إليها آنفا وتبيع إضافة إلى حليب من نوعية تسمى “مليكو” علبتها حمراء، تبيع أيضا حليب مسحوق وسعره ينقص 200 عن الكيلو الغير منتهي الصلاحية وهو معلب في أكياس لبلاستيك المحظورة،وعلب كلوريا..وحين ينبه أحدهم البائع ـ الذي أرسل لحية صغيرة لخداع الزبائن ـ يردَ بكل وقاحة:

ـ لا يهمني حتى لو جاء الرئيس ولد عبد العزيز نفسه فسأبيعها أمام عينيه..

وحسب “محمد محمود” وهو موزع مواد غذائية فإن هنا الكثير من النقاط لبيع هذه المواد على قارعة الطريق، وأمام الجميع، وأصحابها ـ يضيف ـ كأنهم يمارسون مغامرة عادية، إذا نجحت يربحون، ومن اكتشفها يعيدون له ماله..ويستهدفون عادة أماكن مرور السيارة المسافرة وسيارات الأجرة..ولا يستحون مما يفعلون..وبعض الزبناء لا يأبه لتاريخ انتهاء صلاحية العلب، الذي غالبا ما يشير إلى بقاء أشهر أو ايام قبل انتهاء ـ رغم تزويره أحيانا ـ المهم عند أغلب الزبناء أن يشترى بسعر أخفض (70أوقية لعلبة كَلوريا، و150 لعلبة حليب مليكو، ومسحوق سيليا ب800).. وهناك محلات كبرى كان أصحابها يستوردون المواد المنتهية الصلاحية ويقومون بتغير تواريخها خصوصا “الشوكلاته” والألبان.

وحسب معلومات حصلت عليها”الزمان” من مصادر خاصة فإن مجمعات تجارية من بينها من كان يمارس عمليات الغش هذه وهي منتشرة على طريق “توجنين” و”شارع الرزق وأماكن أخرى..”..

ورغم ذلك تقول مصادرنا فهناك أيضا من يتورع عن بيع الألبان والمواد المنتهية الصلاحية، حتى قبل انتهاء صلاحيتها بقليل، حيث يقوم بتوزيعها على عماله وزبنائه لمن يريد استعمالها لحظة وجوده في المحل.

ويقول “حمادة” الناشط في مجال الأعمال الحرة في حديثه ل”الزمان” حول الموضوع إنه التقى يوما أحد مزوري تواريخ المواد المنتهية الصلاحية وايتمع إلى حديثه الذي كان يحاول من خلاله أن يقنعه بالإنضمام لشلته التي تسعى للثراء السريع، يقول إنهم محموعة من القتلة مع سبق الإصرار والترصد، فقد قال لي أحد المعارف، في اتصال هاتفي، إن لديه فكرة ستجعلني ثريا بسرعة، ولما التقيته طلب شرح لي الموضوع،فإذا به يدور حول شراء بعض المواد المنتهية الصلاحية من السينغال وتغيير تواريخها ومن ثم تسويقها بأسعار معقولة..”

ويضيف صاحبنا بأنه طلب مرافقة الرجل إلى حيث يقيم مزور بحي “كرفور” واستمع إليه يشرح الطريقة التي يغير بها تواريخ المواد منتهية الصلاحية.

لم أتمالك نفسي حتى قلت له ـ يضيف حمادة: “ألا ترى أنكم بهذا تقتلون الناس؟..لقد ذكر لي هذا الرجل الموضوع فوافقت على المشاركة فقط لأستطلع حقيقة ما يجري، وأنصحكم إذا كنتم من المسلمين أن تتوقفو عن توزيع الموت والأمراض الخطرة على عبادالله..”

وأضاف: فغر صاحبي فمه، لم يصدق أنني جاد في حديثي، ولم يكن يعتقد أن هناك في هذه الأرض من لديه وازع ديني يمنعه من ممارسة هذه الأعمال الحقيرة..

وفي الآونة الأخيرة انتشر تزوير الأدوية و تواريخ المواد المنتهية الصلاحية وبيع المواد الفاسدة،التي غالبا ما تفسد بفعل درجات الحرارة المرتفعة وعدم الحفظ. وكثيرا ما يعتقل بعض المزورين ويحال إلى السجن، إلا أن البعض يفلت من العدالة بطرق شتى، والبعض يقضي محكوميته ويعود إلى عمله السابق وكأن شيئا لم يكن..والبعض جمع ثروة طائلة وتخلى عن ممارساته السابقة.

 

 

يتواصل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى