في ذمة الله حد أمين ولد البح _ صلاة الجناز اليوم بمسجد ابن عباس

الزمان أنفو _

رجل متميز بكل المقاييس والمعايير التي يتم بها تقويم الرجال !!!

فإذا نظرت في حياته المهنية رايته المثال والممثل السامي لبلده حيثما شغل تلك المهام، فكان المثل في الاعتناء بجاليات بلده وتفهم مشاكلهم العامة والخاصة والسعي في الدفاع عنهم لدى حكومة بلدهم، فكان في عين الرضى والمثالية المهنية لدى معتمديه وطنيا ودوليا،

أما إذا نظرت إلى جانب حياته الاجتماعية، فكان مثالا في حسن الخلق والمعاشرة في مجموعته التي حاز الاحترام من جميعها والتقدير لدى جميعها،

أما حيات الرجل الدينة، فناهيك بها حياة، وأي حياة سعيدة شابهتها، فكان المثل للصوفي التجاني الذي ينفتح على المجتمع عن قوة إيمان ويقين يزيدان ويترقى بهما في تلك المجالس الصادقة التي تذكر الله آناء الله وأطراف النهار في داره المفتوحة لها على مصراعيها، محققا من التقوى أعلى مراتبه بالجمع بين المعية مع الصادقين وعدم إهمال ما كُلِّف… وكانت أسرته كلها في مجالس الذكر هذه لا تكاد تميز أفرادها عن الذاكرين المحبين الذي يحيون تلك المجالس الدائمة إلا بخدمة الذاكرين وتقديم وجبات الإحسان والخلق الكريم الذي كان يسقيه ويساقيه عبر تلك المجالس لهم.. فكان منزله مركز إشعاع رباني لذكر الله تعالى وترانيم محبة سيد الأولين والآخرين..

وأي رجل نجح دنيا وأخرى مثل نجاح حد أمين بن البح، فحاز بذلك سعادة ومفخرة الدارين ومحبة الله ورسول…

ولئن فقدنا صورتكم يا حد أمين، فلم نفقد معروفك وإحسانك وبِشرك ومحبتك في الله لله وبالله، وطريقك في سيرك الرباني الخالص المحض الذي يبقى نبراسا يستضاء به وطريقة مُثْلَى لجعل خاصية الإنسان وعامته محضة لله، ليس له من دون الله وليجة لا في نفسه ولا في خاصية بيته وأهل أسرته، فكنت لله وبالله وفي الله..

أما إنفاقك في الله فكان مددا متواصلا مدة حياتك، فكرست حياتك لخدمة الدين والطريقة والفيضة، فالله يجازيك جزاء المحسنين، إنه ولي ذلك والقادر عليه…

وإن العزاء فيك يا حد أمين بن البح، لا يقتصر على مجموعتك، فالعزاء فيك شامل لكل المسلمين والتجانيين وخاصة الإبراهيميين الذين فقدوا نقيبا خديما مخلصا يسعى بهم ويسعى لمصالحهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون..

 وإن بدء مسيرتك إلى الرفيق الأعلى تحققت في شهر كنت تحبه ويحبك، في بدء شهر الحبيب صلى الله عليه وسلم، شهر كنت تحيي لياليه بالأمداح والذكر وتفرح به، فهنيئا لك الفرحة والسعادة بالترقي مع الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الحيب والرفيق الأعلى.

وإنا لنرجو الله تبارك وتعالى متوسلين بنبيه صلى الله عليه وسلم أن يجعلك كما كنت في الدنيا لله و في الآخرة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.. آمين.

وإن يوم الثلاثاء القادم سيشهد جنازتك، جنازة ستكون مهيبة محضورة، حيث الصلاة عليك في مسجد ابن عباس.

محبكم و حافظ عهدكم و ودداكم:

سيد محمد ولد محمد العاقب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى