محكمة باريس تدين ساركوزي بالتآمر الجنائي في قضية تمويل حملته من القذافي

الزمان أنفو _(باريس) : أصدرت محكمة الجنايات في باريس، أمس الخميس، حكمًا بإدانة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي (70 عامًا) بتهمة التآمر الجنائي في القضية المعروفة بتمويل حملته الرئاسية لعام 2007 من قبل النظام الليبي السابق بزعامة معمر القذافي.
وأوضحت رئيسة المحكمة ناتالي غافارينو أن الإدانة جاءت لأنه “سمح لكبار معاونيه (…) بالتحرك من أجل الحصول على دعم مالي” من النظام الليبي، بينما تمت تبرئته من تهم الفساد واختلاس الأموال العامة وتلقي الرشاوى.
وتعود القضية إلى مزاعم بعقد صفقة بين ساركوزي والقذافي عام 2005، عندما كان الأول وزيرًا للداخلية، بهدف الحصول على تمويل انتخابي مقابل دعم سياسي لطرابلس التي كانت تعاني عزلة دولية حينها. وتشير وثائق التحقيق إلى تحويل ملايين اليوروهات نقدًا إلى باريس في حقائب.
كما أدانت المحكمة وزير الداخلية الأسبق كلود غيان بتهمة الفساد السلبي والتزوير، وأدانت وزير الداخلية الأسبق بريس أورتوفو بتهمة التآمر الجنائي في القضية ذاتها.
ويأتي هذا الحكم بعد سلسلة من الإدانة القضائية لساركوزي، إذ سبق أن حُكم عليه عام 2021 بالسجن في قضية “التنصت” على محاميه، وكذلك في قضية تمويل حملته الانتخابية لعام 2012 المعروفة بـ”قضية بيغماليون”، ما يجعله أول رئيس فرنسي سابق يُدان في ثلاث قضايا جنائية منفصلة.
مفارقة تاريخية
تعيد هذه الإدانة إلى الأذهان أحكامًا سابقة طالت شخصيات فرنسية كبرى، منها الملك لويس السادس عشر الذي حوكم بتهمة الخيانة العظمى خلال الثورة الفرنسية عام 1793، وأدين وصدر بحقه حكم الإعدام بالمقصلة. ورغم اختلاف السياقات، تبقى محاكمة ساركوزي تذكيرًا برسوخ مبدأ محاسبة أعلى المسؤولين في الدولة أمام القضاء مهما كان موقعهم.