“الصباح” :غسان بن جدو اتهم قناة”الجزيرة” بأنها سلمت أشرطته لإسرائيل فتمكنت من اغتيال الجعبري!؟

altنقلت صحيفة “الصباح” الفلسطينية عن رئيس مجلس إدارة  قناة”الميادين” غسان بن جدو قوله إن إسرائيل تمكنت من اغتيال القائد العسكري لحركة “حماس” أحمد الجعبري بفضل الأشرطة التي سلمتها قناة”الجزيرة” إلى إسرائيل ، والتي كان صورها خلال زيارته الشهيرة إلى القطاع  أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة العام 2008 وبثت “الجزيرة” مشاهد مطولة منها.

ووفقا للصحيفة، فإن بن جدو اعتبر أن القناة “تتحمل مسؤولية إغتيال الشهيد الجعبري من خلال قيامها بتسليم الصهاينة تقريرا مفصلا عن تلك الرحلة التي قام بها الى غزة ومقابلته مع الجعبري”. ونقلت عنه قوله” إنه السيناريو الذي تم اتباعه عندما قام الزميل يسري فودة مع (رمزي بن) الشيبة عضو تنظيم القاعدة في باكستان وتم إعتقاله بعدها بأسبوع واحد فقط من مقابلته مع الجزيرة من قبل المخابرات الامريكية ، وهو ما جعل يسري فودة ويقدم الاستقالة من قناة الجزيرة والتزم فودة الصمت طوال الفترة الماضية “. وأضاف ، وفقا للصحيفة نفسها، إنه” لن يلتزم الصمت كما فعل زميلة يسري فودة وسيقوم بفضح وتعرية قناة الجزيرة التي تستخدم المذيعيين والاعلاميين أدوات استخبارتية بصورة مباشرة او غير مباشرة”.

لا توضح الصحيفة الفلسطينية ما إذا كان بن جدو أدلى بهذه التصريحات للصحيفة حصريا ، أم لجهة أخرى. وبغض النظر ما إذا كان هذا الكلام له فعلا أم لا، فإنه غير قابل للتصديق، ليس لجهة أن “الجزيرة” شريفة ولا تفعلها ، أو لجهة أنها ليست وكرا استخباريا( فهي كذلك فعلا)، ولكن لأن صور الجعبري، بما في ذلك أشرطة فيديو له مع أهله، كانت منشورة قبل اغتياله. والأهم من ذلك هو أن “حماس” مخترقة أمنيا كما هو معروف أكثر من أي تنظيم آخر في العالم العربي ، فضلا عن كون أعضائها معروفين باستعراضاتهم الصبيانية الجوفاء المثيرة للسخرية والضحك ( يخرج خمسة أو عشرة من مقاتليها مدججين بقواذف آر بي جي والرشاشات في كل مؤتمر صحفي مخصص ولو للحديث عن حادث سير في شوارع غزة!). وذلك بخلاف حزب الله مثلا، الذي اشتهى العالم أن يرى ولو صورة وجه مقاتل عادي من مقاتليه في جنوب لبنان، وهو ما لا يحصل إلا بعد استشهاده أو اغتياله! وهذا ما يظهر نمطين مختلفين كليا بين عقليتين وذهنيتين : ذهنية الثرثار الذي يقول أكثر بكثير مما يفعل، والجدي المتكتم الذي يفعل أكثر بكثير مما يقول!

لكن يبقى الأهم من ذلك كله هو أن الجعبري اغتيل من قبل طائرة استطلاع إسرائيلية مسلحة استهدفت فيها سيارته، كما أظهر الشريط الذي بثه الجيش الإسرائيلي. وهذا يعني أن الطائرة كانت تعلم أن هذه السيارة له حصرا ، وبالتالي لديها معلومات استخبارية أرضية ( من عناصر بشرية) مسبقة منذ اللحظة التي استقل فيها السيارة وتحرك باتجاه الشارع الذي استهدف فيه. هذا في حين أن الأشرطة التي صورها بن جدو في غزة كانت في مواقع عسكرية ، ومنذ أكثر من عامين ، ولا قيمة أمنية لها بالنسبة للجعبري نفسه ، رغم أنها قد تكون مفيدة في هذا السياق لجهة ما يتعلق بالموقع العسكرية التي جرى فيها التصوير والأنفاق التي سلكها بن جدو إلى غزة، والتي يستخدمها المقاتلون لتهريب السلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى